فضاء حر

الإخوان يغيرون أدوات التغيير!

 

من يعتقد أن باستطاعته إخراج الإخوان من السلطة بعد وصولهم إليها بنفس طرق وآليات إخراج نظام حسني مبارك أو علي صالح أو زين العابدين بن علي….و"اهم" ،وقد يكتشف ذلك متأخراً….كيف؟ الجماعة يغيرون طرق وآليات التغيير نفسها وهو ما حدث من قبل في السودان وغزة ويحدث الآن في مصر واليمن وتونس.

في الأصل ومن حيث المبدأ يرفضون أن يحكموا أو يمارسوا السلطة وفقاً لمؤسسات الدولة القائمة أو بواسطة موظفيها وكوادرها الموجودين..على خلاف ذلك يصرون على إنشاء مؤسساتهم الخاصة بديلاً عن مؤسسات الدولة أو المجيء بكوادرهم ومحازبيهم إليها وبما يضمن السيطرة عليها والتحكم بها بل وتغيير مهمتها ووظيفتها وبالتالي تغيير قواعد اللعبة السياسة وقلبها رأساً على عقب.

بمعنى آخر يتخذون إجراءات واسعة وسريعة باسم الثورة والشرعية تتمثل بقرارات رئاسية وحكومية تؤدي في نهاية الأمر إلى السيطرة, والتحكم على وسائل الإعلام ومؤسسات القضاء والتعليم والأمن والجيش وبما يجعل كل هذه المؤسسات أيديلوجية وخاصة من ناحية وتغيير أدوات الاعتراض السياسي في الشارع والنقابات وغيرها وبما يؤدي إلى تغيير أدوات الاعتراض الشعبي ويضعفها من ناحية أخرى.

مثلاً إذا أرادت فئة أو قطاع من المجتمع أن تخرج بمظاهرة احتجاجية من الجامعة أو من الشارع معترضة على قرار أو سياسة تنهجها السلطة الإخوانية هنا أو هنهاك فإنهم لا يواجهونها بالشرطة أو حتى بالجيش لكي يبدو الصراع سياسياً وايجابياً, وبما يؤدي في نهاية الأمر إلى تحييد مؤسستي الأمن والجيش وانتصار الشعب على السلطة كما حصل في ثورات الربيع العربي.

على خلاف ما حدث مع الأنظمة الاستبدادية والبوليسية يواجهون وسيواجهون الاحتجاجات والمظاهرات بكوادرهم الشبابية والنقابية وبمظاهرات مقابلة وصراعية ليبدوا المجتمع والنقابة أو الاتحاد منقسماً على نفسه, ويتحول الصراع من صراع بين المجتمع والسلطة إلى صراع انقسامي داخل المجتمع نفسه ما يصعب عملية التغيير ويجعله خطيرا وان تم فبكلفة باهظة قد لا يتحملها المجتمع وقد يؤدي إلى تمزق البلاد وسقوط الدولة وبالتالي تخوف الناس من عملية التغيير, ذلك ما يفسر فشل الاحتجاجات الشعبية وعدم استمرارها في السودان رغم حاجة السودان إلى الثورة اليوم أكثر من أي بلد عربي آخر ورغم إن الشعب السوداني هو أول المجتمعات العربية التي غيرت – قبل ثورة الإنقاذ – حكوماتها عبر الاحتجاجات الشعبية والإضرابات النقابية والمهنية.

يمكن أيضاً فهم لماذا يركز إعلام الإصلاح اليوم وحتى قبل استكمال سيطرتهم على السلطة على عملية التحريض السياسي والمذهبي على جماعة الحوثي… إنها عملية متكاملة وممنهجة وجزء من تحويل الأنظار من ناحية ومن سياسة تغيير طبيعة الصراع ليكون صراعاً انقسامياً واجتماعياً من ناحية أخرى.

في السياق ذاته يشغلون المجتمع بمعارك وهمية أو مبالغ فيها عن "الفلول" أو عن بقايا "عائلة المخلوع" حتى يستكملوا الاستيلاء على السلطة وحينها يقدمون للخارج ما يريد ويعملون بالداخل ما يريدون…إنها أيضا جزء أصيل من السياسة ذاتها.

يبقى أن نقول من يريد أن يقيس مدى صحة أو ضعف هذا الرأي أو هذا التحليل فما عليه إلا أن يحسب كم من المسئولين قام الإخوان بتغييرهم في مؤسسته حتى الآن؟ وكم تبقى حتى نهاية المرحلة الانتقالية كحد أقصى؟!

*كبير العائلة!

كم تمنيت هذه المرة أن تكون النقطة المجهولة حق جولة سبأ تتبع " بقايا "عائلة المخلوع " في السبعين لأن الرد الرئاسي سيكون الإقالة على طول خصوصاً بعد هذا الدعم الشعبي الهائل الذي سجله الناس في ربوع الوطن تضامناً مع الدكتور ياسين سعيد نعمان.

لكن طالما والنقطة المجهولة تتبع "كبير العائلة" في مذبح فإن أفضل شيء هو أن تسجل الجريمة ضد مجهول!

المصدر – الأولى

زر الذهاب إلى الأعلى